اخي الحبيب اختي الغالية
كلنا يعصي لاعتقاده انه سيحصل على لذة بهذه المعصية ولكن هناك حقيقة غفلنا عنها بذنوبنا التي اعمت بصيرتنا ولكن لم يغفل عنها ابن القيم رحمه الله تعالى
لانه اتقى الله فاطلق الله بصيرته فقال اعلم
ان الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة
فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً من حيث لا يحتسب
وإما أن تقطع لذة أكمل منها كمن يمارس العادة السرية او له علاقات محرمة ليحصل على لذة عاجلة فيحرم الزواج الشرعي او يتزوج ويحرم الحياة الزوجية الهنيئة طيلة حياته
وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة
وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه فيفتضح المرء فللعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس
وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه
وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه
وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة فمثلا تفقد بحادث سيارة يدك او بصرك او قدمك
وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك
وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة فتجده يملك الكثير الكثير من النعم وتراه في غم وهم دائم او تراه يفزع لاي صوت يسمعه
وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة
وإما أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة فقد تسرق او تزني لتحصل المال ربما اخذته وحصلت عليه ولكن اعلم ان رزقا كان سياتي اليك من حلال ستحرم منه
وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول كأن تتشوه خلقا او قد يكون التشوه في اخلاقك فتورث اخلاقا سيئة ويبغضك الرب والعباد
فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق
!فلماذا المعصية اذن
واعلم
ان القلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إليه أرقها، وأصلبها، وأصفاها
و القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها
فخرابُ القلب من الأمن والغفلة، وعمارتُه من الخشية والذكر
ومن وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق
فالقلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة
وجلاؤه بالذكر
اخي الحبيب اختي الغالبة
القلب يعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن،
وطعامه وشرابه المعرفة ، والمحبة ، والتوكل على الله والإنابة اليه .
نسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة . اللهم امين
