ما إن ينعق الغرب إلاّ و تنقاد وراءه معظم البشرية ولا يستنكف عن الخضوع لقيادته إلاّ الأصلاء وقليل ما هم فما ان يندفع الغرب وراء فكرة الا و يجري القطيع البشري وراء ه في استسلام ذليل ثم يصحو الغرب و يتراجع عن فكرته تلك التي أضل بها الناس لكن القطيع يبقى مندفعاً في الطريق الخاطئ بتأثير قوة الدفع الأولى, و حينما صرّح الغرب بتحرير المرأة و كان هذا التحرير بالنسبة إليه صحيحاً في جانب لمّا كانت تعانيه المرأة من ظلم هناك حيث كانت تباع و تشترى كالمتاع و باطلاً من جانب إطلاق العنان للمرأة لتخبط في ليل الرذيلة و صحراء التيه , و تلقف الأذناب هذه الدعوة وسعوا جهدهم في تحريض المرأة للخروج عن المبادئ والقيم والأعراف تحت مسمى تحرير المرأة فإذا بالشرق تكتسحه موجة الجنون و تغشاه سحابة العنف الغربي حتى الاختناق .
و الآن و بعد أن نجح دعاة تحرير المرأة في تحقيق ما يصبون إليه , ما زالوا يرفعون أصبع الاتهام في وجه الرجل لأنه أجرم في حق المرأة و الحقيقة الناصعة التي لا ريب فيها أن تبديل الجبلة البشرية ومحاولة إزالة الفوارق بين الجنسين سفسطة لا تجني على العالمين إلاّ الوبال .